مسأله طرح


الأيام تمر من بين أيدينا كالبرق .. لقد تخطى قطار عمرى الأربعين بثلاث سنوات.. هذه المحطة التي وصل إليها قطار عمري بسرعة مذهله جعلتني اجلس لأعيد حسابي وأتذكر ما سلف.. جعلتني امسك بالورقة والقلم ووجدتني أعرض على نفسي مسألة في الحساب هي مسألة طرح .. أطرح من عمري نصيب النوم ونصيب الأنتظار ونصيب الدموع ونصيب الحرمان ونصيب العرق ثم أحاول استخلص ما بقى وأحاول أن اعرف الناتج .. ظننت أن هناك ناتج ولكن خاب ظني فالناتج وجدته اقل بكثير مما أظن وليس في ناتج المسألة ندما أو تأفف من الحياة أو سموما تقتل جمال العمر أو تفتك بروعه الحس ..لا والله فأنها وان كانت تختلف مع بعض الناس في تأثيرها غير أن الله رزقني نعمه الرضا بنصيبي وأطمئنان لأمسى ويومي وغدي ففي هذه العمر أجد لها جمال فهي سن تمام العافية وبلوغ العقل الراشد الواعي والذوق الرفيع .. هي السن التي ببلوغها تنساب عطايا الإنسان فيفتح الله عليه فتحا عظيما به يرق قلبه فيسأل ربه ويشف فؤاده فينادى مولاه ) ..رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه ) أنها السن التي نزلت فيها الرسالة على اشرف الخلق وسيد الأنام محمد رسول الله .. إن من الناس من يفهم خطأ وبدون دراسة فيعلق في فكره الشيخوخة فيصاب بها قبل وقتها ويتغافل عن جمال نضجه حين ينضج كأنه يتناسى ما أوتى من صحة يفاخر بها وقوه تجعل مقامه بين الناس ذا قدر واحترام .. أنى أرى في هذه السن خير عطية وأثمن هديه من الله لذا لابد أن أحفظ على كل ساعة فيها ويعجبني قول القائل دقات قلب المرء قائله له إن الحياة دقائق وثواني .. فلا وقت للخوف ولا للقلق من العمر طالما بداخلي الأراده والقوه والإصرار على بلوغ أحلامي و أهدافي ولن انتظر حتى يمر العمر ساخرا منى مخرجا لي لسانه وسأتمتع بكل لحظه من حياتي وسأصنع بسنينى ما أشاء وبدلا من مسألة الطرح سأجعلها مسألة جمع اجمع فيها أحلامي و أمالي وأهدافي لأحققهم ولأجعلهم أقوى من تعداد الأيام وسأكون نموذجا متجددا كي لا ادخر وسعا في إرضاء أمتي وأهلي وسأمرح والعب واهنأ تحت حدود الله متيقنا بأن كل ما جرى وسيجرى بقضاء الله وقدره

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • Twitter
  • RSS