رجعت الشّتويه ظلِّ افتكرنى
ياحبيبى الهوى مشاوير وقصص الهوى مثل العصافير
وغنّية منسية على دراج السّهريه
رجعت الشّتويه
انطلق المذياع بهذه الأغنيه للسّيده فيروز ليثير حنينى الى الشّتاء
يالله ماذا فعلت بى هذه السّيدة عندما صدحت بصوتها الأخّاذ هذه الكلمات والألحان الّتى ( تفيرزت ) بها فزادتها جمالا على جمالها وأخذتنى إلى عالم الشّتاء الذى أحبّه وأفتقده كأنّها أخذتنى وذهبت بى تحت زخّات المطر لتجعل الطّفل الصّغير بداخلى يضحك مستبشرا ويصرخ فى فرح هيسترى دون سبب مفهوم .. وكأنها أخذتنى إلى وجه حبيبتى ويدّ المطر تمشط خصلات شعرها والرّياح تبعثره عند هبوبها فما أجمل صوت فيروز وما أجمل وجه السّماء وهو يبكى وما أجمل وجهك ياحبيبتى على الدّوام
يالله كم جعلتنى هذه السيدة أتطلّع إلى الشّتاء ويسبقنى فضولى الإنسانى ولا أعلم سبب لاشتياقى ربّما لأنّنى لم أستطع التّأقلم مع الصّيف وضجرت من حراراته وحرّه ؟
ربّما تأفّفت من لغه الوداع التى تلفظها الطّبيعه فى الخريف ؟
ربّما لأنّ المرء لايرضى بحال فإذا جاء الشّتاء تمنّى الصّيف واذا جاء الصّيف تمنّى الشّتاء
ربما اشتقت لكي تمطر أرضنا الجدباء التى تتحلى بالصّبر وتنتظر قطرات المطر لتخرج لنا أجمل مافى بطنها وتتزيّن وتتبرّج وتطرح السّنابل قمحا للفقراء
ربّما اشتقت للأمطار كى تغسل قلوب أناس يغسلون وجوههم فى اليوم مرّات ومرّات ولا يغسلون قلوبهم مرّة
واحدة فى كلّ الفصول فتنفض عنهم غبار الغفله والكآبة وتمنحهم إكسير الحبّ والبهجه وتملأ قلوبهم البشر فيشرع الكرام يخرجون من مدّخراتهم ويعطفون على المحتاج وذى الحاجة
ربما اشتقت للامطار لتغسل أحفاد الصّدور وسواد القلوب وتزيل الأصباغ عن الوجوه فتعيدها لطبيعتها دون خداع او تصنّع او زيف
ربما اشتقت الى ربيع المؤمن فيك أيّها الشّتاء كما جاء فى المأثور المحمدى (الشّتاء ربيع المؤمن . طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه ) وكأنّ السّماء تنثر جواهر من الأسرار الخالدة والنّصائح السّماويه فتلين القلوب وتلين فطرتهم الطيّنيه من الماء.
ربما اشتقت إلى الشّتاء لأنّ فى شمائله من شمائل حبيبتى الكثير فهى مثله صحو وغيم .. برد ورعد .. تقريب وإبعاد .. وانا أنتظرها مثلما أنتظر الشّتاء
فيالله .. هلّ علينا هذا الصّديق بالخير والنّماء والحبّ واجعله يعود بنعيمه فتنتعش الرّوح وتحرّك المشاعر ويطرد الملل