صور من الحياة
(1)
رأى فيها ورده جميله تضحك فوق غصنها متباهية بريحها وحسن قوامها اخذ يهمس في آذانها بمعسول الكلام ويمنيها بأجمل الأمنيات حتى انبهرت به المسكينة وسكن قلبها فلما رأى فرصته تدعمت لتنال هدفها بدأ يحرضها على أهلها متهمهم مره بالجهل وأخرى بالرجعية حتى استجابت له وتزوجته رغما عن أهلها وعاش معها كما يعايش الذئب الحمل لأنه يعلم انه لا يوجد من يدافع عنها ويمر قطار الحياة وينجب منها طفله حتى وصلت إلى سن النضج والزواج فأعد الله لها رجل مثل أبيها السارق فسرقها بغير حق مثلما فعل أبيها وصدق الله العظيم اذ يقول (إن ربّك لبالمرصاد)
(2)
يدعى العصمة والبراءة المطلقة .. يتشدق بعيوب الخلق .. يتصيد أخطاء الآخرين وهفواتهم وتقصيرهم .. يتسلى بعيوب الناس ويتغنى بانزلاقهم ولا يقبل عللهم .. يأخذ من زللهم سيف يقتل وسهم يصيب حتى وقع في حب غانيه استجاب لرغباتها ونفذ أوامرها وملكها رقبته حتى وضعت الأغلال فيها واستدعت الشيطان ليناصرها وشاء الحق أن يضبط معها وهو يمارس الرزيلة وسبحان الله شرب من كأس كان يسقيها للآخرين وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول (من عاير أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله)
(3)
تزوجها ووهبها كل ما أدخر وهيأ لها كل طيب كانت له الزوجة الصالحة يدخل الدار ليجد البسمة في انتظاره والرشاقة بين يديه يقضى معها وقته في بستان ضاحك وروده حلو الكلام وهواءه الرضا والحنان حتى تعرفت على جاره السوء التي تحدثت معها عن جمالها وعن حياتها المتواضعة التي تعيشها وعن زوجها الذي لا يملك مالا ولا جمالا ولا جاه وعن كنوز جسدها وجمالها الفتان التي تجهل قيمته وتخفيه على من يقدره فكفرت بعشره زوجها وبغت على عشها الصغير ونفرت من أبنائها وقابلت إحسان زوجها بالأساءه وعطائه بالجحود وتحول الوجه الباسم الضاحك الشاكر إلى وجه عبوس غاضب حتى تركت عشها جريا وراء الوعد الكاذب والأمل الخائب حتى وجدت نفسها في يد الذئاب ينهشون جسدها وكرامتها ومضى قطار الرزيلة حتى زال الجمال ولم يعد يطرق بابها احد ولا يخطب ودها احد .. لقد باعت سعادتها وشبابها بالعز الكاذب والمال المورث ثم ندمت بعدما أحست إن قطار العمر بات يكب على الأرض بغير ما طريق يتوجه إليه أو قضبان ترفعه عن الأرض.. تبرأ الكل منها كما تبرأت من زوجها وأولادها وصدق الله العظيم إذ يقول(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى)
وبعيدا عن الصور
إلى من كانت حبيبتي .. بكل يسر خلعنا كل ما نرتديه من وهم سميناه الحب
28 أبريل 2009 في 3:48 م
القصص رائعه يااستاذ طارق ومش هلاقى تعليق اكتر جمالا من استدلالك بالحديت والايات القرانيه
اما بخصوص ما هو بعيد الصور
ليه كده بس ؟ الحب بقى وهم ليه؟!!
نفسى اشوف حب بيكمل لاخره يارب مره:(
28 أبريل 2009 في 7:45 م
لا إله إلا الله
ان كانت الحياة بكل هذه الصور
فما أقبحها
أسأل الله ان ييسر لك امرك أخى الفاضل وان يرزقك بالخير ويرضيك بما قسمه لك
29 أبريل 2009 في 4:53 ص
الحكاية الاولي واقع طبعا
والمفروض كل واحد يتقي الله لانه كما تداين تدان
الحكاية التانية للاسف ناس كتير بتعمل كدة يمكن مش بنفس الدة لكن النية بتكون كذلك .. ودي شئ سئ جدا اننا نعاير باي شئ ولا نطلب للاخرين الهداية ونعظهم بالحسني
والحكاية الثالثة هي موعظة لكل من يترك اذنه للحاقدين والمخربين لياثروا عليه ويتركوه كارها لحياته
اما الحب فليس وهما الا لمن خانوه
تحياتي
29 أبريل 2009 في 11:18 م
طب أقول و مخافش ازاى بقى يا طارق
آخر جملة دى تخوف بلد
الحب مش وهم يا بورسعيدى
دا نعنة من ربنا بس احنا اللى مش بنصونها او نعرف قيمتها إلا بعد زوالها غالباً ...
الصور اللى تحدثت عنها ليست حب
دى أوهام ليها دافع قوى إسمه الطمع
أو دافع تانى إسمه الكبر
او دافع تالت إسمه الشهوة
كلها رغبات تدفع صاحبها لو تملكت منه إلى الهاوية ...
لكنها ليست حب حقيقى
الجملة الاخيرة احسبك توجهها إلى الدنيا عموماًُ و ليست إلى حبيبة بوجه خاص
يا ريت و إلا أزعلك قوى
قوى
خالص الود ليك
و يا ريت تكون عارف إنى دايما أسفة لأنى بقصر فى مجييى هنا ...
30 أبريل 2009 في 10:28 م
اخي الفاضل
بعد السلام عليكم و كيف الحال
كنت اقرأ صورك الواقعية و التعليقات علي كل قصة تتدافع لعقلي حتي قرأت جملتك الاخيرة فأوجعتني حتي احسست انها تدوينة وحدها و هي من يجب ان نرد عليها
لا يا خي لو كان خلع الحب سهلا فهو اذن لم يكن حبا بل كان وهما
اما الحب الحقيقي فهو شجرة لها جذور ضاربة في الاعماق لا يمكن خلعها ابدا ابدا
1 مايو 2009 في 4:51 م
بوح قصصى حميل
3 مايو 2009 في 7:11 ص
رائع رائع يا استاذ طارق
وخاصة القصه الأولى
نعم من يسرق احد يسرقه احدهم
كما تدين تدان
18 مايو 2009 في 2:03 م
السلام عليكم سيد طارق . حقيقي موضوع شيق واسلوب راقي لطالما افتقدناه . آخر ملاك