زياره اوباما

جرائدنا وإعلامنا فى الأيام الأخيرة ومنذ إعلان أوباما عن زيارته للقاهرة ليلقى بيان الى الامة الاسلامية وهى تعيش فى محفل.. فتطالعنا بالامال المنشودة من الزيارة وتهتف بقيمه القاهرة التي اعلن انها ستكون المنبر لكلمته وتعالت صيحات التفاؤل وكأن أوباما سيدخل القاهرة مترديا عمامه الازهر ويقول أنه جاء ينصر دين محمد – صلى الله عليه وسلم - وانه سيعيد القدس والاراضي المحتله الى ابنائها ورغم قناعتي بأن أوباما يختلف عن بوش الا ان امريكا لها استراتيجيتها الثابتة فى التعامل مع الاسلام والمسلمين وترجع استراتيجيتهم لعده اسباب
أولها : قناعتهم انهم يمثلون العلم والتقدم والمسلمين يمثلون الجهل والرجعية والتخلف ..
ثانيهما : أن ما يجرى امامنا غير ما يدور وراء الكواليس فأوباما ليس بيده صنع القرار وحده ويقع فى قبضه لوبي له الاثر على قرارات البيت الابيض متمثلا فى اعلام يمتلكه جميعا يهود وصهاينة سواء مقروء أو مرئي أو مسموع زياده على بيوت المال والبورصات والبنوك والمبشرون بزيارة أوباما يمنون انفسهم بأنه سيوازن فى العلاقه بين العالم الاسلامي والعربي وبين العلاقه باسرائيل وانه سيدفعها الى قبول مشروع سلام متكافئ وهذه امنيات العاجز الذى لا حيله له الا انتظار الاخر ليجنبنا كارثه أو يعيد لنا حقوقنا المسلوبه ..
إن امريكا تندد بالارهاب وتستخدمه ضدنا وترفع شعارات حقوق الانسان على الجميع وهم أول من يعبثون بحقوقنا ويكفي موقف أوباما الاخير من عدم الموافقة على نشر صور التعذيب والاغتصاب للسجينات العراقيات وكان الواجب عليه فتح تحقيق موسع ومجزاه المتسبب .. ربما سيأتي أوباما يتحدث عن ان الاسلام دين سلام وانه يختلف عن الارهاب ..
ربما سيضع بعض وجهات النظر لتقريب المسافات بين الاسلام والغرب ولكن لا تنتظروا من أوباما الكثير أو تنتظروا ان يعاملنا معامله الند للند أو يوازن بيننا ونحن مطروحين أرضا ننزف دما واقتصادا وتفرقا وتمزقا وبين دولة تملك من المصالح مايجعل من أي إدارة أمريكيه تعطى لها أولوية مطلقة لأمنها مستغله العجز العربي والاسلامي والتفرق وان ظللنا هكذا سنظل متخلفون وجهله لأننا نجرى وراء وهم السلام ونهرول وراء وعود كتابع عبيط يتبع ما يملى عليه وهذه ليست دعوة لكي نرفض الاخر أو نتواصل معه أو ننغلق على انفسنا أو نتقوقع ولكنها دعوة ان نبحث عن الحل فى أنفسنا وان نتطلع لنبقى قوه فاعلة .
السلام العادل يحتاج إلى قوة وإلى توحيد الصف وكلنا نتذكر حرب رمضان / أكتوبر 1973 عندما توحدت كلمة العرب انتصرنا ولولا توفيق الله أولا والاخذ بأسباب القوة ثانيا والاتحاد ثالثا ماكان النصر ولولا النصر ماكان هناك سلام ولا تنازل عن شبر واحد عن أرض سيناء

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • Twitter
  • RSS

دع القلق

عرفته شابا في عمر الزهور بدت عليه نعم الله من جمال وقوه وفتوة وحيوية ونشاط ثم مالبث وقت طويل حتى رائيته عبوس الوجه شارد الفكر نحيل الأراده يكاد اليأس ينال منه وتكاد رأسه تتأرجح بين أهواء الأولين والآخرين وعندما سألته عن سبب شروده أجاب انه القلق والخوف من الغد .. قلت له اسمح لي أن اصحبك فى رحله نتجول فيها مع أهل الإدراك فنسألهم والى ذوى المعرفة نلتمس منهم  كلاما يشخص الداء وصف الدواء .. تعالى معي إلى هذا الحكيم الذي سأل احد رجال الدين عن أجمل شئ في الوجود فقال الإيمان فأنك تجد ما يغنيك في أي بيت من بيوت الله ثم  سأل  زوجين حديثي العهد بالزواج عن أجمل شئ  بالوجود فقالا الحب يبدل الشقاء سعادة والدموع فرح ثم سأل جنديا ما أجمل شئ في الوجود فقال الجندي السلام ثم نظر الحكيم لمن حوله وقال بالحب والايمان والسلام  تزدهر الحياة .. وتعالى معي إلى تومى كارلن الذي يتسأل كيف تعيش مرتاح البال ثم يمضى في الأجابه فيقول .. بقليل من الإدراك السليم وقليل من التسامح وقليل من المرح ثم يصف النتيجة فيقول وسوف تدهش عندما ترى كيف استطعت أن تريح نفسك على ظهر هذا الكوكب .. ثم تعالى معي إلى سيد الخلق أجمعين وهو يعلمنا البنية الأساسية لعدم القلق فيقول صلى الله عليه وسلم ( تفاءلوا ولا تشاءموا ) فقال صدق رسول الله ثم  قال زدني .. فأخذت بيده وقلت هل أدلك على جنه إذا دخلتها وددت أن تقضى فيها عمرك ويذهب عنك همك وخوفك هل أدلك على مايرقى بنفسك ويغسلها من شرورها ويحررها من متاعبها .. قال نعم .. قلت اسمح لي أن أصحبك إلى مدرسه القيم الحقيقية التي تروى الظمآن  بكل مايريد من خير وهدوء وسكينه وراحة و طمائنينه .. أتدرى ماهى هذه المدرسة ؟ أنها  مدرسه الإيمان والتي بها يتيقن الإنسان إن الأمور كلها تجرى بيد الله وان خالق هذا الكون سخره من اجلنا وضمن لنا أرزاقنا وسبقت رحمته غضبه ولو كل إنسان علم مجهول الغيب وفهم ما ينتظره لظل حبيس مكانه ولكن من فضل الله علينا أن جعل المستقبل مجهول لانعرفه وعلينا أن نعيش يومنا ولاننظر إلى أحداث الغد هل تأتى أم لا هل تشقينا أم تسعدنا .. أسألك بالله أن تتسلح بالإيمان بالله حيث الحب والأمن والأمان والإيثار وعمل الخير واحرص على صفاء نفسك وسلامه قلبك وداوم الابتسامة واحرص على  دعاء كان يعلمه رسول البشرية لأصحابه  ليذهب عنهم القلق اجعله على رأسك تاجا  وللسانك نغما ولحركتك أمانا يقول فيه ( اللهم  إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضِ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي ) ويومئذ تنقشع عنك سحائب الظلمات وينكشف عن قلبك  الهموم والغموم والأحزان ويعمر قلبك السرور والأفراح ويهنأ فكرك ويزول قلقك  

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • Twitter
  • RSS

شمس


تشرق كل صباح كطفل وليد عند صرخته الأولى تعلن للدنيا وخصوصا أولئك الذين أصابهم الليل بالقلق والاكتئاب آن تجاوزوا عن قلقكم وابشروا بتباشير الأماني وابلغوا الأمل بعد اليأس .. أنها الشمس هذا النجم الساحر التي تدور حوله الأرض وسائر كواكب المجموعة الشمسية فعندما تبزغ الشمس وتعكس أشعتها تضخ الدم في الحياة وتفصل الحبل السري من الوسائد لتلقى بالناس إلى دور العبادة والى الحقول والمدارس والمصانع والدروب فتبتسم الطبيعة وتضاء الدنيا وتشبعها الشمس طاقه وجمال تعم كل مكان تصل إليه أشعتها الذهبية .. فيهواها البذور حين تلقى ويحسها النبات فيزداد نموا وتخطب الزهور ودها فيكثر عطرها وشذاها .. ومن الشمس يتعلم النبات والحيوان والإنسان نشيد الإشراق فيغنى لشروقها فهي دليل المسافر وخريطة الأرض وبرنامج فيه سطور تعلم ساعات النهار ترى أثرها على جبين الفلاح والصياد والغواص والعامل وينتظرها العاشق الذي بات ساهرا يصوغ الأغاني والأشعار لحبيبته ويرصد أشعتها ليلقى بكلمات العشق على مسامعها .. أنها الربيع الدائم لكل حي والشباب المتدفق لكل موجود تشرق في ثوبها الذهبي عروس لايذهب جمالها لو زاد إشعاعها عن الحد المطلوب لأحرقت الأرض ولو نقص إشعاعها عن الحد المطلوب لتجمدت الحياة .. والشمس هي مصدر الدف والضياء ومعظم الطاقات الموجودة على الأرض من بترول وفحم وغاز طبيعي ورياح صوره من صور الطاقة الشمسية فهي من أكبر نعم الله علينا وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرءان الكريم واقسم بها وبضوئها الساطع وسميت صوره باسمها ويرى المفسرون إن الحكمة من القسم بالشمس إن العالم في وقت غيابها عنهم كالأموات فإذا بزغت الشمس ودبت فيها الحياة وصار الأموات أحياء وانتشروا لأعمالهم وهى الحالة التي تشبه أحوال يوم البعث والقيامة .. والشمس كانت مقدسه لدى جميع الأمم السابقة حتى بلغ محبتها لدرجه أن أهل الحبشة كانوا يقدمون فتياتهم قربانا لها وكان اليونانيين عند شروعهم للحرب يذبحوا احد الأشخاص ويشون صدره ويرفعون قلبه إلى الشمس قربانا وتضرعا بالنصر وفي الهند يسمون الشمس (قاناباتي) أي (الذي يحل المشكلات) وكان الرومانيون أيضا يقدسون الشمس ويؤلهونه وكان أعظم الآلهة عند الرومانيين (جوبيتر) وهو اله النور وكان اليابانيون ولم يزالوا يعبدون الشمس ويقيمون لها التماثيل في معابدهم أما القدماء المصريين كانوا يعتقدون إن بيضة عظيمة طفت على وجه البحار فخرج منها (رع) رب الشمس ورغم تقديس الأمم لها قديما .. ورغم إننا لم نكتشف إلا القليل من أسرارها وفوائدها إلا أننا لانستطيع استقبالها في كل الأوقات ولا يزال الله يتقبل منا أعمالنا ويغفر لنا خطايانا حتى تأتى الشمس بأمره من المغرب فلا يقبل عمل ولا تنفع توبة وعلى العاقل ألا يكتفي بانتظار شمس الغد وإنما يهيئ نفسه للشروق الجديد سواء في الدنيا أو الآخرة

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • Twitter
  • RSS